فلكيون ينعون مُعلّمهم… «نجمٌ هوى»

«نجمٌ هوى»… فخيّم الحزن على عالم الفلك والأرصاد الجوية، برحيل العالم الجليل الدكتور صالح العجيري الذي أفنى حياته في خدمة العلم والعلماء، وسطّر أروع أنواع التضحية والوفاء في خدمة علم الفلك، وقدم الكثير من المؤلفات والكتب الخاصة في شتى أنواع العلوم.

ونعى عدد من علماء الفلك والمهتمين في العلوم العالم العجيري، الذي ودع الفانية، وخلف وراءه سيرة عطرة من العطاء والعلم والعديد من المؤلفات الخاصة بعلم النجوم والكواكب والفلك، مؤكدين أنه يعتبر من أوائل الفلكيين حيث كان قبلة للخليجيين في المعرفة، وقدم خدمات لجميع الباحثين عن العلم.

ورأوا أن تدويناته كان لها دور كبير في تتبع تطورات تأثير تغير المناخ، وحجم التغيرات التي تعرضت لها البلاد، خصوصاً أن مسيرة الراحل في رصد الظواهر الفلكية والمناخية امتدت لعقود طويلة يندر نظيرها حول العالم.

وعبر الفلكي عادل السعدون عن حزنه لرحيل العم صالح العجيري سائلاً الله له الرحمه والمغفرة والحقيقية، ومؤكداً أن الفقيد هو من صنع تاريخ الفلك في الكويت منذ الأربعينيات حيث أصدر التقويم الخاص به.

وقال إن العجيري «بالنسبة للخليج يعتبر من أول الفلكيين، وكان قبلة للخليجيين في المعرفة، والدولة شيّدت مرصد العجيري تكريماً له، حيث قدم خدمات للفلكيين ولجميع الباحثين عن العلم، ولقد تلقيت ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة العم صالح العجيري».

ونعى رئيس جماعة الخط الأخضر البيئية، الناشط البيئي خالد الهاجري، العالم الفكلي الشهير «أبرز علماء الفلك والطقس والمناخ في المنطقة العربية وأحد أهم المراجع العلمية الفلكية في العالم».

وقال الهاجري، في بيان، إن «الكويت فقدت علماً من أعلامها ورمزاً من رموزها العلمية التي كان لها الفضل الكبير في تفسير أحد أهم مقومات الحياة والتنمية، ألا وهو الطقس والمناخ»، معتبراً أن «تدوينات ومؤلفات الدكتور صالح العجيري والتي تتجاوز 28 مؤلفاً مختلفاً في علوم الفلك والطقس والمناخ تعد مرجعاً علمياً وتاريخياً شديد الأهمية للكويت والمراكز العلمية المعنية».

وقال مدير إدارة الفلك والفضاء في النادي العلمي عيسى النصرلله إن «الفقيد كان شخصية مميزة وقريبة من الكل.

وكان شخصية محببة للجميع ومرحة، وهو أب للكويتيين وكان شخصية مميزة، لأنه كان يطارد المعلومات أياً كانت، وكان رمزاً للشباب وقدوة لهم في المعرفة والعلم».

وأعرب الفلكي سالم بن بشير مؤلف كتاب «الأنواء» عن «الحزن والأسى لفقد عالم جليل له مكانة كبيرة مؤثرة على كل من عرفه، حيث اشتهر عنه أنه عالم فلك له باع طويل في هذا العلم، والحقيقة أنه نابغة يمتاز بالنباهة، وموسوعة في كل العلوم فتراه يتحدث عن كل علم وكأنه علم من أعلامه، وهو شاهد عصر على أحداث كثيرة، وراوية صدوق، عاصر سنوات طويلة وأحداث مثيرة في حياته، وقد كنت أسأله عن حوادث تاريخية فيسردها بتواريخها بطريقة مذهلة، وتارة أسأله عن اللغة والنحو فيورد الشواهد بطريقة مذهلة أيضا».

وقال رئيس قسم العلاقات في المتحف العلمي التربوي رابع المولاني إن «العم الفقيد الدكتور صالح العجيري صرح علمي قائم بذاته».

وأضاف المولاني «ساهم العم الدكتور صالح العجيري في إعطاء المعلومة لجميع شرائح المجتمع، ومصدر لجميع علوم الفلك والفضاء».

وأعربت رئيسة قسم العلوم والفضاء في المتحف العلمي التربوي سميحة المزيد، عن حزنها بوفاة العجيري، وقالت «كنت منارة للفلك وعلومه، نستمد منها العلم والدورس والأبحاث العلمية، فلم يتردد بالمشاركة مع المتحف العلمي بالكثير من الندوات والمحاضرات والبرامج والفعاليات العلمية المتخصصة، على الرغم من كبر سنه ومرضه».

وأضافت المزيد «له روح دعابة وضحكة لا تتوقف تعطيني الأمل وتشجعني في الاستمرار، والمضي في دراسة علم الفيزياء والفلك.

وله قصص مفيدة مر بها خلال مسيرة حياته الحافلة بالأعمال والانجازات لم يبخل بها علينا.

كما نعى الفلكي السعودي خبير الأرصاد والأحوال الجوية خالد صالح الزعاق العالم العجيري، وقال: «رحمك الله، فكثيراً ما دعوت لك، حيث علمتني صغيراً، واليوم فقدك كبير على قلبي».